القارئ
عبدالستار فاضلالعلامةُ الشيخِ ا.د، عبد الستار بن فاضل النُّعَيْمي الموصلي في سطور:سيرة ومسيرة وتدريسه في مدينه الموصل
هو فضيلةُ الشيخِ المقرئِ ا. د. عبدِ الستارِ بنِ فاضلِ بنِ خضرٍ النُّعَيْمي، أحدُ أبرزِ قراءِ الموصل ، ذو الصوتِ الحسنِ والأداء المتميز ، المُعبِّر عن نتاجِ المدارس الموصلية والبغدادية والمصرية ، الجامعُ لقوانين تنغيمها في آن واحد مع إتقان تجويد الحروف ، والعناية بمَحالِّ الوقوف ، مع الوقار والخشوع والسكينة ، الأستاذُ بكلية الآداب (جامعة الموصل) ، ومعاونُ عميد الكلية للشؤون العلمية والدراسات العليا .
وُلِد بمدينة الموصل في : 24 من جمادى الأولى عام 1381 هـ الموافق : 1961 م .
نشأَ في أسرة مباركة في بيتِ علمٍ وصلاح ، وظهرت أماراتُ النجابةِ والفطنةُ والذكاءُ منذ صغرِه ، فأنهى , الابتدائيةَ و المتوسطةَ والإعداديةَ في مدارس الموصل بتفوق ، وبناء على رغبته ورغبة عائلته ومشايخه التحق بكلية الشريعة في جامعة بغداد وتخرج فيها سنة (1404 هـ / 1983 م) ، وكان ترتيبُه الأول بين زملائه ، ثم حصل على شهادة الماجستير سنة (1408 هـ / 1987 م) ، وشهادة الدكتوراه في الشريعة والعلوم الإسلامية سنة (1417 هـ / 1996 م) بتقدير (امتياز) ، وكان موضع اعتزاز مشايخه في الكلية .
بدأ رحلتَه مع القرآن الكريم طفلًا صغيرًا يُصْغِي إلى والديه وهما يتلوان آياتِ الله آناء الليل وأطراف النهار فتأثّرَ بهما ، وتعلّم ما يُعْرف بالسواد من والده ، وأخذ بيده إلى المسجد ليتعلم علم التجويد على الرجل المبارك الحاج عبد الله الجرجيس – رحمه الله – ، فقرأ عليه (هداية المستفيد) ، وشيئًا من القرآن الكريم ، ثم انتقل إلى الشيخ الحافظ الملا ذنون بن حامد العلوش – رحمه الله – ، فقرأ عليه جُل القرآن الكريم ، وتلقى عنه مبادئَ العلوم ، وأحاطه بالرعاية ، وكان معجبًا بصوته وذكائه وقابليته لسرعة التلقي والحفظ ، وكان يتوسم فيه مستقبلا زاهرا في العلم والقراءة ، ولكن قضى الله بأن يُتَوفَّى الشيخُ قبل أن يختم عليه آخرَ جزءين من القرآن .
وفي سنة (1400 هـ / 1979 م) اتصل بشيخه المحققِ المدققِ فضيلةِ الشيخِ يونس بن إبراهيم الطائي – رحمه الله – ، فأحاطَهُ هو الآخرُ بالرعايةِ ، وأخذَهُ إلى مجلس شيخِهِ الشيخِ عبدِ الفتاح الجومرد – رحمه الله – ، فقرأ أمامه آياتٍ من القرآن الكريم فاستحسن أداءَه ، وأوصى الشيخ الجومرد تلميذَه يونس بأن يخصه بعنايته ، فكان يخُصُّه من بين زملائه بمزيد من الوقت والعناية والتدقيق ، ويقول له “أريدُ أن أجعلك رُكْناً في القراءة في هذه المدينة” ، فأتم عليه ختمةً كاملةً برواية حفص عن عاصم سنة (1407 هـ / 1986 م) ، فوجهه لإكمال القراءات السبع ، فقرأ عليه إلى أثناء سورة الفرقان {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْن ذَلِكَ قَوَامًا} ، ولم يكمل ؛ إذ اخترمتْ المنيةُ هذا التواصل بوفاة الشيخ يونس .
ترك فراقُ شيخِه أثراً بالغاً في نفسه ، ورآه في ما يرى النائمُ أكثرَ من مرة بما يشير إلى أن يكمِلَ ختمةَ الجمع الكبير على أقدمِ تلامذتِهِ الشيخ علي بن حامد الراوي الخطاط المعروف ، فذهب إليه ، ففتح له دارَه ، وتفرَّغ لتدريسه ساعات طويلة ، فأكمل عليه الجمع الكبير ، فتمت له الختمةُ في (1424 هـ / 2003 م) ، وأجازه بالقراءات السبع .
لم يقتصِرْ على علم القراءات فحسب ، ولكن حصَّل علومَ الآلةِ وغيرها ، وبعد سنواتٍ من طلبِ العلم أجازه عامةً بالعلوم العقلية والنقلية اثنان من كبار العلماء ، وهم : العلامة محمد علي إلياس العدواني ، والعلامة مفتي الموصل الشيخ محمد ياسين ، كما أجازه شيخُه علي حامد الراوي بالحديث المسلسل بالأسودَينِ ، ودلائلِ الخيرات ، وعددٍ من الأذكار والأوراد .
تولَّى الخطابةَ في جوامع عدة في الموصل ، ، كما جلس لتدريسِ القرآنِ والعلومِ العقليةِ والنقليةِ في كثيرٍ من المساجدِ الجامعة ، وتلقى عنه كثيرٌ من طلبة العلم بها .
أما في سِلْكِه الأكاديمي فعُيِّن أولاً مدرسًا للعلوم الشرعية والعربية في جامعة الموصل سنة (1409 هـ / 1988 م) ، بعدد من الكليات ، وبكلية العلوم الإسلامية بجامعة بغداد ، كما أوفدتْهُ جامعةُ الموصل سنة (1420 هـ / 1999 م) إلى اليمن أستاذا زائرًا فدرَّس في كليتي الآداب والتربية بجامعة ذَمار أكثر من علمٍ من تجويد وتفسير وعقيدة وفقه وأصول وحديث ومنطق ونحو وبلاغة وغيرها ، وأشرفَ وناقشَ العشراتِ من رسائل الماجستير والدكتوراه ، واختِيرَ عضوًا في العديد من اللجان العلمية وفي الهيئة الاستشارية لمجلة (التربية والعلم) التي تصدرها كليةُ التربيةِ في جامعة الموصل ، ومجلة كلية الشريعة التي تصدرها كليةُ الشريعة في جامعة تكريت.
شارك في الكثير من المهرجانات والمسابقات القرآنية داخل العراق وخارجه ، منها المهرجان السنوي الدولي السادس لتلاوة القرآن الكريم وتفسيره في مكة المكرمة سنة (1404 هـ / 1983 م) ، والمهرجان السنوي الدولي لتلاوة القرآن وتفسيره في مدينة مدْراس في الهند سنة (1407 هـ / 1986 م) .
عونُ القدير في القراءات السبع من طريق الشاطبية والتيسير،وهو تسبيع كامل بخط يده في حاشية المصحف الشريف .
القراءاتُ عند مكي بن أبي طالب القيسي .
القراءاتُ في تفسير النسفي .
تحقيقُ كتابِ بغيةِ المستفيد في علم التجويد لابن بلبان .
عُرف المترجَمُ له بمحافظته على منهج العلماء في العلم والتعليم عقيدةً وعملًا وسلوكاً وتدقيقاً في التدريس والإقراء ، ولا يزال مستمرًا في عطائه وأداء هذه الأمانة ، يدرِّس في جامعة الموصل ، وفي أحدِ الجوامع القريبة من داره القراءات وعلوم الآلة والغاية ويأتيه طلابُ العلم من كل حدب وصوب.