القارئ
عبدالمجيد الشيخليهو القارئ السيد عبد المجيد بن جميل الشيخلي ولد بمحلة (باب الشيخ) عام (1932م). أصيب بمرض الرمد في السنة الرابعة من عمره فأدى إلى فقدان بصره.
عند بلوغه عهد الصبا، قرأ القرآن الكريم عند الملا محمد الجاوي في (الحضرة القادرية) ثم درس قواعد التلاوة عند العلامة “عبد القادر الغريب”، كما تأثر بالحافظ الشهير خماس الشيخلي المتوفى سنة (1965م)، حيث تعلم أصول المقام العراقي على الاستاذ المرحوم نجم الشيخلي، وعلى الاستاذ محمد القبانجي (رحمهما الله).
عين قارئا في (جامع الخاصكي) عام (1958م)، ثم نقل بعدها إلى (جامع الشهداء – أم الطبول، ثم إلى (جامع الحيدرخانة)، ثم إلى (جامع السراي)، وقد اختير قارئا في الإذاعة العراقية عام 1960م، وهو صاحب صوت رخيم مع استقامة واخلاق طيبة.
في عام (1975م) حيث كان جالسا في احدى المقاهي بمنطقة (باب الشيخ) قدم له قدح شاي مخلوطا بالكحل من بعض الوشاة والحاسدين فبعد تناوله له تأثر صوته وبقي سنة كاملة لم يستطع القراءة، ثم تحسّن صوته وعاد للقراءة من جديد.
سافر المرحوم عبد المجيد الشيخلي الى لندن لإجراء عملية في تصحيح البصر وزرع القرنية، فاستطاع من بعد اجرائه لتلك العملية الجراحية ان يرى خيطا ضئيلا من نور الله، ولكن بعد عودته فقد ذلك الخيط الضئيل بعد ضربة من قبل ابنه بسبب حادث وقع بينهما .
سافر إلى دول الخليج في دعوات خاصة له، سجل تلاوات عديدة في الإذاعة عندهم، وأحيا قراءة التواشيح الدينية في البحرين والكويت والإمارات والسعودية والتقى بالقارئ أبو العينين شعيشع وأعجب به وكان محبوبا عندهم، ثم زار مصر وكانت هذه آخر رحلة له.
فعندما عاد من الكويت عام (1982م) الى العراق لم يتمكن من العودة جوا لظروف ومخاطر الطيران إبان الحرب العراقية الإيرانية، فجاء عن طريق البر، وعند طريق الكوت العام وقع في حادث مؤسف أدى إلى وفاته.
بقي (رحمه الله) بعد الحادث بيومين في مركز شرطة الكوت مغطى ولم يطرأ عليه أي تغيير او رائحة في جثته فذكر ضابط الشرطة بقوله لأهله لا اشم من جثته الا رائحة عنبر وبعدها نقل الى (مستشفى الكوت وبقي فيه أربعة أيام ثم نقل الى الطب العدلي في بغداد وبقي فيه حوالي سبعة أيام ثم سُلم الى اهله.
توفي ( رحمه الله) سنة (1982م) ودفن في مقبرة الغزالي.