التغني بالقران الكريم
جاء في السنة الصحيحة الحث على التغني بالقرآن، بمعنى تحسين الصوت به، وليس معناه أن يأتي به كالغناء، وإنما المعنى تحسين الصوت بالتلاوة، ومنه الحديث الصحيح : (مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ) وحديث : (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ ، يَجْهَرُ بِهِ) ومعناه: تحسين الصوت بذلك كما تقدم.
حكم التغني بالقرآن الكريم
التغني بالقرآن مأمور به شرعًا، فقد جاء في صحيح البخاري، وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن، أي: يحسن به صوته، كما جاء في بعض معاني الحديث.
هل يجوز التغني بالقرآن الكريم
التَغَنِّي بالقرآن الكريم سُنَّةٌ رَغَّبَ فيها الرسول محمد ﷺ، وقال في حديث: «ليس منَّا من لم يَتَغَنَّ بالقرآن».
ليس معنى الحديث أن يتغنى بالقران كغنائه بالشعر، بل معناه تزيين الصوت وتحسينه، كما يفسره حديث البراء بن عازب قال: قال رسول الله ﷺ: «زينوا القرآن بأصواتكم».
الفرق بين التغني والتجويد
من حيث اللغة
فالترتيل: هو مصدر رتل أي تفّهم الشيء وتمهل به من غير سرعة ولا عجل، أما التجويد: فهو التحسين، وجوّد الشيء، أي حسَّنه وصيره للأحسن وجعله أفضل، والتجويد هو أن يؤتى بالقراءة من غير تكلفٍ في النطق فيها.
من حيث الاصطلاح
الترتيل: وهو قراءة القرآن الكريم بتمهل واطمئنان، وفهم للكلمات والمعاني، وتدبرٍ لها، وهو أحسن ما يكون من مراتب التجويد.
اما تعريف التجويد يكمن في قدرة القارئ على إخراج الحروف من مخارجها المخصصة لها، مع منح كل حرف حقه واحترام مستحقاته، يتضمن تجويد القرآن تحديد صفات ذاتية للحروف وصفات ملحقة تتأتى نتيجة لصفات أخرى.
أمَّا عن الفرق ما بين التجويد والترتيل فهو أنَّ التجويد يراعي صفات الحرف سواء كانت صفاتًا ذاتيةً أم صفات ناتجة عن صفات أخرى من استعلاء وغيرها، أمَّا الترتيل فيقتصر على العناية بمخرج الحرف ومراعاة مواضع الوقوف؛ حتى لا يتم الخلط ما بين الكلمات كما في القراءة السريعة.
المدرسة العراقية في قراءة القرآن الكريم
أهتم أهل العراق بالقرآن الكريم وعلومه وبلغت ذروة الإتقان والاحتفاء به في العصر العباسي عندما أصبحت بغداد قبلة العلماء، وشاعت في البلاد مدارس مختلفة كمدرسة واسط في القراءة ومدرسة الموصل ناهيك عن مدرسة بغداد، ولكل من هذه المدارس صفات خاصة وتتأثر بالمحيط الاجتماعي والجغرافي لها.
اشتهرت المدرسة الموصلية بتلاوتها بمقام البيات، وتأثرت بالنغم التركية، وفي المقابل ارتبطت المدرسة البغدادية بتلاوة المخالف.
أما مدرسة واسط، فاشتهرت بتلاوة القرآن بمقام باجلان، وهكذا كان الحال في معظم مدن العراق، حيث كل مدينة ابتُدِعَتْ في تقديم لمساتها الخاصة على هذا الفن السامي.
رواد المدرسة الإقرائية العراقية
تغنى قراء بغداد بتألق في تلاوة القرآن الكريم، حيث أظهروا اتقانًا فائقًا في تجسيد قول النبي صلى الله عليه وسلم “ليس منا من لم يتغن بالقرآن”.
استثمروا معرفتهم العميقة ومهاراتهم المتقنة في المقامات لجعلها في خدمة كتاب الله، وسيطر الطابع الحزين على الطريقة العراقية للقراءة، مما أعطاها سمة خاصة ومميزة.
عرفت التلاوة العراقية مصطحبة دائمًا بالشجن والحزن العراقي السرمدي، وتأثرت المدارس العراقية للقراءة باختلافات المقامات العراقية وفروعها القديمة والحديثة في مدن العراق.