Search
Close this search box.

حفظ القرآن الكريم

حفظ القرآن الكريم

خطة إتقان حفظ القرآن

كم منّا يكون قد أبدى الرغبة في حفظ القرآن أو بعض آياته، أو ربما صفحات منه، ليفكر في هذا القرار لبضعة أسابيع، ثم يفقد الحماس ويستسلم بعد ذلك.

نخبر أنفسنا أننا لا نملك الوقت الكافي لهذه المهمة، وبالتالي نتخلى عن الفكرة. لاحقًا، نجد أنفسنا نبرر لأنفسنا أن حفظ القرآن شيء يمكن تحقيقه في وقت لاحق في حياتنا عندما نمتلك “مزيدًا من الوقت”. إما أن نستسلم تمامًا أو نتحاشى المسؤولية، مُلقين اللوم على نقص الوقت.

يمكنك البدء في إعداد جدول زمني يقسم المصحف إلى مراحل يومية، حيث تحفظ في كل يوم عددًا محددًا من الصفحات.

يمكنك تقسيم هذه الصفحات بشكل متساوي على مدار الفترة التي حددتها. بفضل هذا التنظيم، يمكنك توزيع العبء بشكل مناسب وتحديد أهداف يومية قابلة للتحقيق.

يُفضل اختيار أوقات مناسبة للحفظ، حيث يكون العقل صافٍ وخالٍ من أي انشغال. يمكنك اختيار فترات بعد الفجر أو قيام الليل، حيث يكون الذهن في حالة هدوء وتركيز، مما يُمكنك من الحفظ بشكل أفضل. إنّ هذه الأوقات تُعتبر مثالية لتحقيق أقصى استفادة من جهد الحفظ.

يُنصح بتكرار ما تحفظه عدة مرات في إطار خطة حفظ القرآن، حيث يعد التكرار أحد العناصر الرئيسية في هذه العملية. إذ يساعد التكرار في تثبيت المعلومات وتعزيز الاستيعاب. يمكنك تكرار الآيات عدة مرات متتالية، فذلك سيسهم في إحساسك بالتقدم والثقة بأنك قد حفظت الجزء بشكل جيد، وبالتالي لن تنساه بسهولة.

يفضل اختيار مصحف واحد لسهولة عملية الحفظ، حيث يمكنك تعلم مكان الآيات وفهم معانيها بشكل أفضل. باختيار مصحف واحد، ستتمكن من التركيز على هذا المصحف وتقديم الحفظ بدون تردد، حيث يزيد ذلك من راحتك وثقتك في مكان وجود النصوص. لا ننصح باستخدام أكثر من مصحف، حتى تتسنى لك الفهم والتعامل مع المحتوى بسهولة.

يفضل الاستماع إلى تلاوات الشيوخ المعروفين عند حفظ القرآن الكريم، حيث يُنصح باختيار الاستماع إلى صوت الشيخ المعين لتسهيل عملية الحفظ والمراجعة. يمكنك اختيار شيخًا معروفًا والاستماع إلى تلاواته، حيث ستجد أن ذلك يساعدك بشكل كبير على تحقيق التركيز والتفاعل مع النصوص بسهولة.

من أين أبدء حفظ القرآن

أيهما أفضل؟ البداية في حفظ القرآن من سورة البقرة أم من السور القصيرة؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه كثيرون عندما يبدؤون في رحلة حفظ كتاب الله الكريم. فالمصحف يفتتح بسورة البقرة، وهي السورة الأطول في القرآن، ثم ينتقل إلى الأجزاء القصيرة والسهلة التي نرددها بكثرة في الصلاة. في هذا السياق، سنقدم إجابة تفصيلية على هذا التساؤل.

يعتبر البدء من سورة الناس أمرًا أسهل وأسرع، ويساعد على تحقيق الإنجاز. يعود ذلك إلى أن النفس تجد صعوبة في بداية عملية الحفظ، لذا من المهم بدء الطريق بالتدرج من السور القصيرة إلى السور الطويلة. بالنسبة للمراجعة، يفضل بدئها من سورة البقرة، خاصةً للأفراد الذين لم يتقنوا الحفظ بشكل جيد.

طريقة حفظ القرآن

حفظ القرآن الكريم هو أحد الأهداف العظيمة التي يسعى إليه العديد من المسلمين. إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في عملية حفظ القرآن:

  • النية الصافية: قدم النية الصافية والخالصة لله في قلبك لحفظ كتابه الكريم.
  • تحديد وقت ثابت: حدد وقتاً ثابتاً في يومك للتفرغ لحفظ القرآن، قد يكون في الصباح أو المساء.
  • تقسيم الأجزاء: قسّم القرآن إلى أجزاء صغيرة، مثل حفظ جزء يومياً، لجعل المهمة أكثر إمكانية وتحمّلًا.
  • التكرار والمراجعة: قم بتكرار الآيات والصفحات التي قمت بحفظها بشكل مستمر، وقم بمراجعتها بشكل دوري.
  • الاستماع والتلاوة: استمع إلى التلاوات الجميلة للقراء الذين تفضلهم، وحاول تقليدهم في تلاوة الآيات.
  • التفاعل مع المعنى: حاول فهم معاني الآيات التي تحفظها، وتأمل فيها لزيادة التركيز والتفاعل.
  • الحضور الذهني: حافظ على الحضور الذهني أثناء حفظك، وابتعد عن التشتت الذهني.
  • الصبر والاستمرار: حفظ القرآن يتطلب صبراً واستمرارية، فلا تيأس واستمر في الجهد.
  • الدعاء: استخدم الدعاء في كل خطوة تقوم بها، واستمد القوة والتحفيز من التواصل مع الله.

تذكر أن الهدف الأسمى هو الاتصال بالله من خلال حفظ كتابه، لذا اجعل هذه الرحلة فرصة لتطوير علاقتك مع الله وتحسين سلوكياتك اليومية.    

دعاء حفظ القرآن

إليك بعض الدعوات التي تتعلّق بحفظ القرآن الكريم:

  • اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ، وابنُ عبدِكَ، وابنُ أمتِكَ، ناصِيتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حُكمُكَ، عدلٌ فيَّ قضاؤُكَ، أسألُكَ بِكُلِّ اسمٍ هوَ لَكَ، سمَّيتَ بهِ نفسَكَ، أو أنزلتَهُ في كتابِكَ، أو علَّمتَهُ أحدًا مِن خلقِكَ، أوِ استأثَرتَ بهِ في عِلمِ الغَيبِ عندَكَ، أن تَجعلَ القرآنَ ربيعَ قَلبي، ونورَ صَدري، وجلاءَ حُزْني، وذَهابَ هَمِّي.
  • اللهمَّ ارْحَمْنِي بِالقرآنِ واجعلهُ لي إمامًا وهدًى ورحمةً اللهمَّ ذكرنِي مِنْهُ ما نسيْتُ وعلمنِي مِنْهُ ما جهلْتُ وارزقنِي تَلاوتَهُ آناءَ الليلِ وأطرافَ النهارِ واجعلْهُ لي حجةً يا رَبِّ العالمينَ”، ذكره العراقي في تخريج أحاديث الإحياء عن داود بن قيس.
  • اللهم إنّي أسألك أن تجعلني من حفظة القرآن الكريم العاملين به المتّسمين بسمته، وأن تُثبّت آياته وسوره في قلبي، وأن تُبعد عنّي نسيانه وتفلّته منّي.

    اقرا ايضا: فن التغني بالقرآن الكريم .. جمال الروح والهدوء النفسي 
Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest