سورة الناس
سورة الناس هي إحدى السور القصيرة في القرآن الكريم، وهي سورة مكية، وتأتي في نهاية القرآن الكريم، في الجزء الثلاثين. نزلت سورة الناس بعد سورة الفلق، وتعتبر مع الفلق من المعوذتين. تتألف السورة من ستّ آيات فقط. وكان النبي ﷺ يقرأ هذه السورة يوميًّا قبل أن يأوي إلى فراشه. وفي حديث عن عائشة -رضي الله عنها- ورد أنّ النبي ﷺ كان يقوم بجمع كفيه ونفث فيهما، ثم يقرأ “قل هو الله أحد” والمعوذتين، ثم يمسح جسده ما استطاع منه ثلاث مرات، يبدأ من رأسه ووجهه وما أمكنه من جسده.
سبب تسمية سورة الناس
سورة الناس تبدأ بقوله تعالى: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ”، ومثلها مثل السور الأخرى التي لم يرد فيها تسمية خاصة في الحديث الشريف، وإنما سُميت بجهد من الصحابة -رضوان الله عليهم-. كانوا يطلقون على السور أسماء بحسب موضوعها، وسورة الناس بدأت بذكر الناس وأن الله تعالى هو رب الناس، ومن هنا جاء تسميتها “سورة الناس”.
سبب نزول سورة الناس
سبب نزول سورة الناس يتشابه مع سبب نزول سورة الفلق، إذاً فإنهما نزلتا كرقية للنبي ﷺ. القصة تتحدث عن غلام يهودي كان يخدم النبي ﷺ. طلب اليهود منه شعراً من المشط الذي استخدمه النبي ﷺ وبعض أسنان المشط لكي يستخدموها في سحرهم. الغلام أعطى ما طلبه اليهود وتم سحر النبي ﷺ بواسطة ما أخذوه من مشطه وأسنانه، ووضع السحر في بئر يسمى بئر ذروان. نتج عن ذلك مرض شديد للنبي ﷺ وتساقط شعر رأسه.
في الحديث الشريف عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: “سحر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجل من بني زريق، يقال له لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي، لكنه دعا ودعا، ثم قال : “يا عائشة، أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان، فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل؟ فقال : مطبوب، قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أي شيء ؟ قال: في مشط ومشاطة، وجف طلع نخلة ذكر، قال: وأين هو ؟ قال: في بئر ذروان،. فأتاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ناس من أصحابه، فجاء فقال: “يا عائشة، كأن ماءها نقاعة الحناء، أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين” قلت: يا رسول الله: أفلا استخرجته؟ قال: “قد عافاني الله، فكرهت أن أثور على الناس فيه شرا”. فأمر بها فدفنت” وكان جبريل -عليه السلام- يقول: “بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن حاسد وعين، الله يشفيك” حتى انحلت آخر عقدة ووجد في نفسه خفة بانحلال العقدة الأخيرة من هذا السحر، فقام كأنه نشط من عقال ، وحديث سحر الرسول -عليه الصلاة والسلام- حديث صحيح ذكره البخاري ومسلم وعدد من أئمة الحديث الشريف، وهو مقبول عند اهل السنة، ولم ينكره إلا المبتدعة.
فضل سورة الناس
رغم قصر سورة الناس، إلّا أن فضلها عظيم؛ فهي تعتبر من السور التي يرتقي بها المسلم نفسه، ينال بركتها وتحميه من الوساوس ونزغ الشيطان وشر الجن والإنس. لذا، ينبغي زيادة قراءتها في الصباح والمساء وقبل النوم. كما يُنصح بتلاوتها على الأطفال لتحصينهم، إلى جانب سورة الفلق وسورة الإخلاص. وقد وردت في فضلها أحاديث نبوية كثيرة، منها ما يأتي:
- قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: “يا عقبة ألا أعلمك سورًا ما أنزلت في التوراة و لا في الزبور و لا في الإنجيل و لا في الفرقان مثلهن، لا يأتين عليك إلا قرأتهن فيها، { قل هو الله أحد} و {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس}”.
- تكفي من يقرأها همّ يومه، إذ أوصى الرسول -عليه الصلاة والسلام- بقراءة المعوذتين والإخلاص مع أذكار الصباح والمساء، فقد ورد في الحديث الشريف عن معاذ بن عبد الله بن خبيب بن أبية قال: خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي لنا، قال: فأدركته فقال: قل فلم أقل شيئا ثم قال: قل فلم أقل شيئا قال: قل فقلت ما أقول، قال: “قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء”.
اقرا يضا: السور المكية والمدنية في القرآن الكريم