Search
Close this search box.

أسباب نزول سورة الإخلاص

أسباب نزول سورة الإخلاص

سورة الإخلاص

سورة الإخلاص هي إحدى السور المكية في القرآن الكريم، تتألف من أربع آيات. تسميتها “الإخلاص” تأتي من محور توحيد الله بدون شرك أو إشراك، فهي تبرز بوضوح مفهوم التوحيد الخالص لله رب العالمين.

هذه السورة تُعرف أيضًا بأسماء أخرى مثل “الأساس”، “قُل هو الله أحد”، “الصمد”، “التوحيد”، و”الإيمان”. تُعتبر سورة الإخلاص مركزية في تعريف الله بصفاته السماوية وتقديره العظيم.

تسمية سورة الإخلاص بهذا الاسم تأتي من أمور متعددة، فقد ورد عن الإمام ابن الأثير رحمه الله أنها خالصة في التعريف بالله تعالى من حيث صفاته التي تعالى وتقدس، وأن الذي يتلوها يظهر إخلاصه في توحيده لله رب العالمين. مفهوم الإخلاص هنا هو التفرُّد بالله وحده دون شرك أو تجاوز، والتفاني في العبادة والطاعة له وحده.

في العبادة، يتجلى الإخلاص في ترك الرياء والعجب، والتفاني في العمل لوجه الله دون سعي للمدح أو الثناء. وبالإخلاص يحظى العبد بالنجاة من كل ما يُشوّه عبادة الله وحده، فالإخلاص لله يعني توحيده في العبادة والاستسلام الكامل لأوامره ونواهيه.

سبب نزول سورة الإخلاص

يُشير بعض المفسّرين إلى سبب نزول سورة الإخلاص، ويرجحون أنها نزلت كردّ على السؤال الذي وجّهه المشركون إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – حينما طلبوا منه أن يصف لهم ربهم. وقد ورد أيضًا أنها نزلت بسبب سؤال اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم حينما طلبوا منه أن يصف لهم ربه. وسواء كان المستفسرون المشركون أم اليهود، فإن الجواب الواضح جاء في السورة الكريمة، حيث أنزل الله تعالى قوله: “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ”.

مقاصد سورة الإخلاص

اشتملت سورة الإخلاص على مقاصد عدة؛ منها:

  • سورة الإخلاص تأتي كدليل على توحيد الله الخالق، وتبرز صموده الذي لا يتغير وحاجة البشر إليه في جميع جوانب حياتهم.
  • سورة الإخلاص جاءت لتنفي أي اشتراك في الله عز وجل. فهي تنفي وجود ندٍّ أو شريك لله، وتنفي أيضًا أن يكون له والدٌ أو ولدٌ، وتنفي أن يكون هناك إلهًا آخر غير الله. هذه الآيات تشير إلى الزعم بأن عيسى عليه السلام كان إلهًا أو ابن الله.
  • سورة الإخلاص تأتي بشمولية فريدة، حيث تلمس أساسيات الإيمان والتقوى في الدين الإسلامي. تجد فيها مفهوم التوحيد، الذي يُعتبر عمودًا أساسيًا للإيمان، والذي تمثله جميع الأنبياء في دعوتهم للبشرية. لذا، لا عجب أن تُعتبر سورة الإخلاص من أهم السور في القرآن الكريم.
  • سورة الإخلاص تأتي بتأثير عميق على فكر المؤمن وسلوكه، سواء في العبادة أو في التعامل مع الآخرين. هذا ما نجده في تجربة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، حيث شكلت هذه السورة أساساً قوياً لتوجيههم وتشكيل تصرفاتهم.
  • جاءت سورة الإخلاص بمبادئ ومعتقدات أساسية للبناء المجتمعي في الإسلام، فهي تعكس العقيدة الصافية والتوحيدية التي يجب أن يقوم عليها المجتمع المسلم. على سبيل المثال، استخدم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هذه المبادئ في بناء الدولة الإسلامية في المدينة. ففي أوائل فترة حكمه في المدينة، أولى اهتمامه ببناء المسجد كمركز للعبادة والتعليم والتشاور الاجتماعي. وبناءً على ذلك، أصبح القرآن والسنة مصدري التشريع والحكم في الدولة الإسلامية.

اقرا ايضا: أسباب نزول سورة الفلق

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest