الظلم والقهر من القضايا الإنسانية التي حظيت باهتمام كبير في القرآن الكريم، حيث تناولت العديد من الآيات القرآنية الظلم بصوره المختلفة، مؤكدة على تحريمه وتحذير الناس من مغبته.
كما تناولت الآيات القهر والظلم الاجتماعي والسياسي، مشيرة إلى ضرورة تحقيق العدالة في المجتمعات. في هذا المقال، سنستعرض بعض الآيات القرآنية التي تتحدث عن الظلم والقهر، ونحللها لتوضيح الرسائل التي تحملها.
الظلم في القرآن الكريم
الظلم، في أبسط تعريفاته، هو وضع الأمور في غير مواضعها أو التصرف بغير حق. القرآن الكريم يصف الظلم بأشكال متعددة، ويؤكد على عواقبه الوخيمة في الدنيا والآخرة. من بين الآيات التي تتناول الظلم:
- قال الله تعالى: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} [النساء: 58]. هذه الآية تأمر بتحقيق العدالة عند الحكم بين الناس، وتحذر من الظلم في القضاء.
- قال الله تعالى: {لَا يَظْلِمُ اللَّهُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [يونس: 44]. في هذه الآية، يؤكد الله تعالى على أنه لا يظلم أحدًا، وأن الناس هم من يظلمون أنفسهم بأفعالهم السيئة.
- قال الله تعالى: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ} [آل عمران: 108]. تأكيدًا على عدالة الله سبحانه وتعالى وأنه لا يريد الظلم لأحد.
القهر والظلم الاجتماعي
القرآن الكريم تناول أيضًا قضايا القهر والظلم الاجتماعي والسياسي، مشددًا على أهمية التصدي للظالمين ومناصرة المظلومين:
- قال الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [إبراهيم: 42]. هذه الآية تطمئن المظلومين بأن الله يراقب ما يفعله الظالمون وسيحاسبهم في يوم القيامة.
- قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10]. هذه الآية تحذر من الاستيلاء على أموال اليتامى بغير حق، وتصف عاقبة هذا الظلم في الآخرة.
نتائج الظلم والقهر
القرآن الكريم يحذر من نتائج الظلم والقهر، مبينًا أنها قد تكون وخيمة في الدنيا والآخرة:
- قال الله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83]. توضح هذه الآية أن جزاء الآخرة مخصص لمن لا يظلمون ولا يسعون إلى الفساد في الأرض.
- قال الله تعالى: {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [السجدة: 14]. هذه الآية تذكر الظالمين بأنهم سيذوقون العذاب بسبب ظلمهم وأفعالهم السيئة.
القهر في القرآن الكريم
القهر هو نوع من الظلم يتضمن الإكراه والإجبار على فعل شيء ما دون إرادة الفاعل. وقد ورد ذكر القهر في سياق ظلم الفراعنة لبني إسرائيل. يقول الله تعالى في سورة القصص:
“إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ” (القصص: 4).
هذه الآية توضح كيفية استخدام الفراعنة للقهر والإجبار كوسيلة للسيطرة والإفساد.
الدعوة إلى العدل
العدل هو أساس الشريعة الإسلامية، وهو مبدأ يجب على المسلمين الالتزام به في جميع تعاملاتهم. يقول الله تعالى في سورة النحل:
“إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ” (النحل: 90).
الخاتمة
الظلم والقهر من أكبر الآثام التي نهى عنها القرآن الكريم، وقد بينت الآيات القرآنية أهمية تحقيق العدل والابتعاد عن الظلم. كما أن الله سبحانه وتعالى وعد الظالمين بعقاب شديد، بينما بشر المظلومين بالنجاة والنصر. يتوجب علينا كمسلمين أن نتحرى العدل في كل تعاملاتنا وأن نكون دائمًا إلى جانب الحق والمظلومين، لنحقق مجتمعات عادلة تضمن حقوق الجميع.
اقرا ايضا: ايات قرآنية عن عيد الأضحى المبارك